19 May
19May

في الوقت الذي يدعو فيه خبراء في مجال التعليم إلى ضرورة استحداث تخصصات أكاديمية جديدة تتوائم مخرجاتها مع السوق المحلي، تستحدث وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مؤخرا عدد من التخصصات والبرامج الدراسية على مستوى المراحل الجامعية المختلفة، والتي تلبي حاجة سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، على حد قولها.

مع بدء تقديم طلبات الالتحاق بالجامعات الرسمية لمختلف التخصصات في كل عام، يدعو ديوان الخدمة المدنية الطلبة،  بالابتعاد عن التخصصات المشبعة والراكدة، والتقدم الى التخصصات المطلوبة وفق القائمة التي ينشرها على موقعه الخاص.

كما اوقف التعليم العالي استحداث التخصصات الراكدة والمشبعة أو المكررة في الجامعات الأردنية، نظرا لعددها الكبير، وعدم مواءمتها مع سوق العمل، بالإضافة الى تقليل نسب البطالة التي وصلت الى مستويات مرتفعة خلال الفترة المقبلة.

وصل معدل البطالة بين الإناث من خريجات الجامعات الى  79.2% في حين وصل المعدل ذاته بين الذكور إلى 26%، بينما بلغ المعدل العام للبطالة بين خريجي الجامعات 27.2%، وفق دراسات أعدها مركز الفينيق.

الناطق الاعلامي باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مهند الخطيب يؤكد أن استحداث الوزارة لتخصصات جديدة، جاءت بعد وقف عملية القبول لبعض التخصصات الراكدة والمشبعة بهدف التخفيف من أعداد الطلبة الخريجين في هذه التخصصات، بالاضافة الى تعديل التعليمات الدراسة خارج الاردن.  

واستحدثت الوزارة 61 تخصص جديد منهم 33 تخصص في برنامج البكالوريوس ، و 3 تخصصات في الدبلوم العالي، و23 في الماجستير ، و تخصصين في برنامج الدكتوراة، وهي تخصصات جديدة ومطلوبة في سوق العمل المحلي والاقليمي، وفق الخطيب.

وقامت الوزارة قبل استحداث التخصصات المستقبلية، أو وقف العمل في بعضها، على حد قول الخطيب،"اعداد دراسات جدوى اقتصادية تفصيلية، والاطلاع على أعداد الطلبة الملتحقين بهذه التخصصات، بحيث تبين فيها حاجة سوق العمل المحلية والعالمية ومجالات العمل المتاحة، بالتعاون مع ديوان الخدمة المدنية ووزارة العمل وعدة جهات معنية".

مجلس التعليم العالي عمل على تخفيض اعداد المرشحين للقبول في التخصصات الراكدة والمشبعة بنسبة وصلت الى نحو %35 خلال اخر دورتين للقبول الموحد، الى جانب عدم السماح بزيادة الطاقة الاستيعابية للتخصصات المشبعة والراكدة.

وأوقفت جامعة البلقاء 100 تخصص راكد منذ 2017، إضافة إلى 8 تخصصات على مستوى درجة البكالوريوس، كتخصص تربية الطفل ومعلم صف ومعلم مجال.

يصف رئيس مركز بيت العمال المحامي حمادة ابو نجمة يصف هذه الخطوة بالاتجاه الصحيح، ولكن رغم هذه الاجراءات، الا أن أعداد الخريجين ما زالت مرتفعه، وهناك كليات جديدة لديها تخصصات راكدة ومشبعة.

ويشير أبو نجمة إلى ان التخصصات الإنسانية والنظرية تأخذ الحيز الأكبر من أعداد الخريجين، الأمر الذي يساهم في زيادة نسب البطالة في صفوف الخريجين.

تقديرات التعليم العالي تشير الى ان نحو 400 ألف تخصص في ديوان الخدمة المدنية معظمها من التخصصات الإنسانية التي لا يحتاجها سوق العمل، مشددة على ضرورة التقليل من أعداد المقبولين بها.

ويرجع أبو نجمة ذلك الى نظرة البعض الى ان التعليم الجامعي هو الحصول على شهادة فقط، دون الاخذ بعين الاعتبار اهمية موائمتها مع سوق العمل والحصول على وظيفة عمل.

ولحل هذه الاشكالية يطالب بضرورة اعداد وتأهيل الطلبة منذ السنوات الاولى في المدرسة، من خلال الإرشاد والتوجيه، لتمكن من اختيار الطلبة لتخصصاتهم  بطريقة مناسبة تتوائم مع سوق العمل.

هذا وتشير الإحصاءات الرسمية الأخيرة الى ان 12% من الشباب يتوجهون الى التعليم المهني، بينما 50% يتوجهون الى التعليم الاكاديمي.

Comments
* The email will not be published on the website.