صحيفة الدستور - مع اقتراب إعلان نتائج امتحان الثانوية العامة وتعبئة طلبات الالتحاق بالجامعات، تزداد التساؤلات لدى الطلبة وذويهم حول التخصص الذي عليهم اختياره، وفيما اذا كان مطلوبا أم مشبعا، ومدى حاجة سوق العمل له.
من الطبيعي أن يكون اختيار الطالب لتخصصه الجامعي حسب ميوله وقدراته ورغبته في التخصص، لكن قد تفرض بعض الظروف اجراءات أخرى تغير من كل هذا «الطبيعي» ربما ابرزها اختيار التخصص المناسب لسوق العمل، حتى لا تزداد أعداد العاطلين عن العمل في ظل الاقبال على تخصصات دون الأخرى، ناهيك عن بقاء ثقافة عند بعض أهالي الطلبة بتوريث المهنة، وذلك في اجبار ابنائهم على دراسة تخصصات خارجة عن رغباتهم ليمارس مستقبلا مهنة والده!!.
وفي متابعة خاصة لـ»الدستور» لواقع اختيار التخصص الجامعي وقد اقترب موعد استقبال طلبات القبول بالجامعات، ووقوف الطلبة عند نقطة اختيار التخصص المناسب له بداية ولسوق العمل ثانيا، أكد خبراء أن على الطالب اختيار تخصصه الذي يمكنه من الابداع والاستمرار به، وعلى الأهل اطلاع ابنائهم على كل ما يمكنهم مواجهته في المستقبل، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار سوق العمل والتخصصات المشبعة والراكدة.
ووفق دكتور علم الأجتماع حسين الخزاعي فانه من الايجابي على الأهل تقديم النصيحة الى ابنائهم في الاختيار مع الحفاظ على منحهم الحرية الكاملة في اختيار التخصص, بناء على تحصيلهم الدراسي في تلك السنة, ودرجات القبول الموحد في الجامعات.
وأضاف الخزاعي أنه من المفترض على الطالب اختيار تخصصه الذي يمكنه من الابداع والاستمرار به, وعلى الأهل اطلاع ابنائهم على كل ما يمكنهم مواجهته في المستقبل, مع الاخذ بعين الاعتبار سوق العمل والتخصصات المشبعة والراكدة والجديدة, وعلى الأهل فتح مجال الحوار مع الابناء في حال عدم اقتناعهم باختياره. من جهته أكد أمين وزارة العمل سابقا حمادة أبو نجمة أن على الطالب الاعتماد على ثلاث قضايا اساسية يجب الأخذ بها دون نقصان, والتي هي طبيعة ميول الطالب نفسه بناء على قدراته, ومدى توفر فرص العمل في التخصص المختار مع الأخذ بعين الاعتبار مهارات الطالب التي من شأنها تطوير مهارات الشخص بتخصصه وتنميته.
ونوه ابو نجمة الى ان اغلبية الطلبة يلجأون للتخصصات الطبية والتربوية, بعيدا عن ميولهم استنادا إلى الثقافات المجتمعية السائدة التي كانت حاجزا بين الطلبة وبين ما يرغبونه من التخصصات, إذ ان 80% من الفتيات يصبحن بعد التخرج عاطلات عن العمل بسبب سوء الاختيار.
وظهر في متابعتنا ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي , تتيح 36 تخصصا للطالب لكنه لا يستخدمها بالطريقه المناسبة التي قد تسبب له سوء اختيار التخصص, مضيفا ان الطالب اصبح مراده الشهادة الجامعية بغض النظر عن سوق العمل, مع العلم انه من الممكن ان يبدع في التخصصات المهنية اكثر.
يذكر ان ديوان الخدمة المدنية يصدر سنويا دراسة حول التخصصات الراكدة والمشبعة، ويضعها في متناول الطلبة وذويهم سعيا لاختيار التخصصات المطلوبة في سوق العمل، بتصنيف يشمل المحافظات والجنس لجهة الذكر والأنثى. (متدربة)