معلومة تأمينية استثمارية رقم (299)
عندما كتبت عن مشروع الضمان الزراعي الذي دشّنه صندوق استثمار أموال الضمان في جنوب المملكة على مساحة (30) ألف دونم، كانت ردود الأفعال والصدى كبيراً ومفعماً بالإيجابية والسعادة، فالأردنيون يحبّون وطنهم وأرضهم كثيراً وكانوا ولا يزالون يعشقون عطاء الأرض وخيراتها.
ولأننا كذلك، نتمنى أن نعود إلى تلك الأيام الخوالي التي كان فيها الآباء والأجداد يفلحون ويبذرون ويحصدون ويدرسون، وكنا نأكل من قمحنا الذي كان يكفينا، ونحصد شعيرنا الذي كان يكفي مواشينا، ونحمد الله..
اليوم نشد على يد صندوق استثمار أموال الضمان الذي أعاد الأمل إلى نفوسنا بهذا المشروع على تواضعه، والذي نأمل أن يتوسّع كثيراً ويمتد إلى أراضٍ زراعية مُستصلحة أو يمكن استصلاحها وأن تتركّز الزراعة على مادتي الحبوب والأعلاف بأنواعها، وأن تبدأ مشاريع التصنيع الغذائي الحديث للمنتجات الزراعية النوعية، بما يساهم في تعزيز أمننا الغذائي استراتيجياً.
وإذا كان الضمان قد خصّص لمشروعه الزراعي الأول مبلغ (13) مليون دينار، فإننا ندعوه لتخصيص أضعاف هذا المبلغ المتواضع لإنشاء مشروعات أخرى مشابهة على امتداد مساحة الوطن الزراعية، وأن يرافق ذلك إنشاء مشروعات كبرى حديثة للصناعات الغذائية التي تحتاجها المملكة ونخفف من خلالها من فاتورة الغذاء المستورد من الخارج.
يستطيع الضمان أن يُدخل مزيداً من الفرحة والسعادة إلى نفوس الأردنيين باستثماره في الأرض والفلاحة الحديثة المتطورة، وكما دعوتُ في منشور سابق، فإنني أؤكد على ضرورة إبرام مذكرة تعاون واستشارات فنية بين صندوق استثمار أموال الضمان والمركز الوطني للبحوث الزراعية للاستفادة من خبرات المركز لا سيما في أنواع الزراعات التي لا تحتاج إلى مياه كثيرة ومن ضمنها بعض أنواع الحبوب، وفي تصوري فإن شراكة الصندوق مع المركز ستعكس مستوىً ناجحاً ومتميزاً للشراكات بين مؤسساتنا الوطنية، وتقدّم أنموذجاً يُحتذى في هذا الجانب.
في عيد استقلال المملكة الذي يصادف اليوم.. نأمل أن نأخذ العِظة ونبدأ بالعمل من أجل استقلال حقيقي واكتفاء ذاتي في مواردنا الزراعية والغذائية الأساسية.. فهذا هو المعنى الحقيقي للاستقلال والاحتفال العملي المُنتِج بهذه المناسبة..
ومرة ثانية وثالثة وعاشرة ندعو صندوق استثمار الضمان لتوسيع محفظته الاستثمارية في القطاع الزراعي وأن يخطط لمشروع وطني استراتيجي كبير ينهض بهذا القطاع بصورة غير مسبوقة ويسهم في تعزيز استقلالنا واكتفائنا الذاتي غذائياً.