معلومة تأمينية رقم (229)
كنت طيلة فترة عملي مديراً لإعلام مؤسسة الضمان الاجتماعي حريصاً على التواصل الدائم مع جميع أطياف المجتمع عبر حوارات وجاهية مباشرة، وكان حرصي أكبر وزملائي في المركز الإعلامي على الحوار مع متقاعدي الضمان باعتبارهم جزءاً مهماً من نسيج ومكوّنات مؤسسة الضمان الاجتماعي، ويشهد الله أننا كنا صادقين في حوارنا الذي أثمر الكثير من النتائج، ويكفي أننا استطعنا أن ننشىء جسراً راسخاً للتواصل، وأن نبني أواصر الثقة والتعاون والشراكة مع الإخوة المتقاعدين، وهذا دور لا ينبغي الاستهانة به أو الاستخفاف به تحت أي ظرف، وكنا أيضاً قد شكّلنا لجنة تنسيق ومتابعة ما بين المؤسسة وجمعية متقاعدي الضمان من ممثلين عن كلا الطرفين، وكان لها جهد ونتائج عمل إيجابية، وكان يعوّل عليها الكثير لو استمرّت..!
إنني اليوم حزين على واقع الحال، من حيث انقطاع التواصل الفعّال ما بين مؤسسة الضمان ومتقاعديها والجمعية التي تمثلهم، وكان يُفتَرَض أن يستثمر الطرفان كل الإمكانات المتاحة والقواسم المشتركة للدفع بمسيرة التعاون إلى الأمام وخلق شراكة نموذجية تُحتذى، لكن على ما يبدو كان هناك تعثّر ومطبّات مُصطنعة حالت دون ذلك..!
أدعو الطرفين إلى الخروج فوراً من هذا الواقع المؤسف، فالقواسم المشتركة أكبر وأكثر من نقاط الاختلاف ومواطن الخلاف، ويجب أن يبدأ الطرفان بتدشين مرحلة جديدة من التعاون والشراكة تبدأ بجلسات حوارية ولقاءات مفتوحة وشفافة للغاية فيما بينهما، وصولاً إلى إعادة اللُّحمة للعلاقة والتأسيس لعمل ممنهج يحقق الصالح العام ويرضي كافة الأطراف، وأُعلن استعدادي متطوّعاً وحياديّاً تماماً للقيام بأي دور لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، وإدارة عملية الحوار بمسؤولية وأمانة وحرص على ما يدفع باتجاه بناء نموذج بنّاء للشراكة بين الجانبين وإدماج مصالحهما في إطار رؤية موحّدة لصالح مجتمع الضمان بكل مكوّناته.
والله من وراء القصد