معلومة تأمينية ضمانية رقم (249)
أذكر أن إحدى الزميلات وكانت تعمل في أحد فروع الضمان الكبيرة دفعت مبلغاً وصل على ما أذكر إلى (1700) دينار لمساعدة مؤمّن عليه كان مضطرّاً لشراء مدة اشتراك افتراضية من أجل الحصول على راتب تقاعد الشيخوخة، ولم يكن يملك المال لدفع كلفة ضم أو شراء المدة المطلوبة، فما كان من الزميلة إلا أن تطوّعت فوراً لدفع كامل المبلغ من جيبها الخاص قائلة للمؤمّن عليه، الذي لا تعرفه، بأن بإمكانه سداده في أي وقت إن استطاع، وإن لم يستطع فهو مُسامَح تماماً... ولم يُعلَم عنها ذاك إلا فيما بعد..!
كما أذكر أن زميلة أُخرى كانت تعمل في مكتب مدير عام المؤسسة، وغالباً ما يُراجع المكتب فقراء ومحتاجون من مؤمّن عليهم ومستحقين وغيرهم أسهمت بتقديم مبلغ لا يستهان به من المال لتلبية حاجة إنسانية مُلِحّة لأحد المراجعين المضطرّين..!
كما أذكر أن مديراً عاماً كنتُ قد أطلعته على وضع صعب جداً لأحد متقاعدي الضمان، سلّمني مبلغاً من المال لإعطائه له وأبلغني أن لا أقول بأنه منه..!
ومما أذكره في آخر مدة خدمتي في فرع شمال عمان أن الزملاء تدافعوا للتبرع لشراء ثلاجة لتبريد المياه وتم وضعها في صالة خدمة الجمهور ولم يقصّروا في تزويدها بكميات وافرة من أكواب المياه الجاهزة يومياً لتكون في متناول كافة مراجعي الفرع.
ناهيك عن نماذج أخرى عديدة لمساعدات وتبرعات جزيلة جادَ بها الزملاء ولا زلت أذكر بعضها حينما كنت رئيساً للجنة المسؤولية المجتمعية في المؤسسة، قدّمها الزملاء من جيوبهم الخاصة لدعم عدد من المبادرات التطوعية الخيرية التي جابت أنحاء مختلفة من مناطق وجيوب الفقر في المملكة ولا سيما في شهر رمضان المبارك.. وذلك في إطار المسؤولية المجتمعية للزملاء في الضمان.
ما دفعني إلى الكتابة عن هذه النماذج والقصص اليوم هو التذكير بأهمية العمل التطوعي والتبرعي وأهمية تفعيل المسؤولية المجتمعية للأفراد والمؤسسات، ولا سيما في مثل هذا الشهر المبارك الفضيل.. شهر الخيرات والبركات.