معلومة تأمينية إحصائية رقم (208)
أقدّر لمؤسسة الضمان ردّها المقتضب على لسان ناطقها الإعلامي عما كتبته من ضرورة دراسة الارتفاع المذهل في عدد إصابات العمل المسجّلة في الضمان لشهر كانون الثاني 2022 بنسبة زادت على (74%) عما كانت عليه في كانون الثاني من العام الماضي 2021.
فالضمان يقول بأنها طبيعية لا سيما بعد إعادة فتح مختلف القطاعات الاقتصادية وممارستها لنشاطاتها وأعمالها، مما يفهم منه أن كانون الثاني من العام 2021 كان يشهد بعض الإغلاقات أو أن بعض القطاعات لم تكن قد عادت إلى ممارسة نشاطاتها بالكامل، وهذا ربما يكون صحيحاً.
ومن أجل أن نقف على واقع الأمر، فكان يجب أن تكون المقارنة مع شهر كانون الثاني من السنوات التي سبقت الجائحة، ولا سيما سنة 2019، وسنة 2018، ومن هنا فإنني أتمنى أن تُطلعنا مؤسسة الضمان الاجتماعي على عدد إصابات العمل المسجّلة لديها عن شهر كانون الثاني 2018، وشهر كانون الثاني 2019، لنعرف ما إذا كان الارتفاع في عدد الإصابات ما بين كانون الثاني 2021 وكانون الثاني 2022 والذي وصل الى (74.2%) طارئاً واستثنائياً أم هو طبيعي كما تقول المؤسسة في تصريحاتها..؟!
فلا يجوز أن يحصل هذا الارتفاع الكبير في إصابات العمل دون أن تتم دراسة أسبابه والظروف التي أدّت إليه، وما إذا عَرَضياً مرتبطاً بظروف وأحوال خاصة واستثنائية أم إنه بفعل تردّي وتراجع في الالتزام بتدابير السلامة والصحة المهنية.. فلا يكفي أن تقول المؤسسة بأن الأمر طبيعي وتسكت..!